أرسطو الإسلام

أرسطو الإسلام - مدارس ثامر العالمية

بقلم: ياسين عبدالرؤوف محمد / العاشر (ب)

الزمان هو أحد أيام الألفية الثالثة، المكان في إحدى المختبرات العلمية المدرسية، فجأة دخل الحسين بن الحسن ابن علي بن سينا، نظر إلي، وتوجه إلي مباشرة، كنت في غاية الاضطراب والسعادة! نعم إنه هو الشيخ الرئيس ابن سينا أعظم أطباء عصره والعصور اللاحقة، اقترب مني وابتسم ابتسامة تدل على مزيج من الفخر والفرح والتواضع.

- أهلاً وسهلاً بعالمنا الجليل، كيف حالك يا سيدي؟

- بخير، في أحسن حال والحمد لله، ولكن كيف عرفتني؟

- سيدي أنت أشهر من نار على علم. أعرف أنك ولدت في أفشنة قرب بخارى عام 980 سبق وقرأت هذه المعلومة، ولكن أود أن أستغل هذه الزيارة غير المتوقعة لأعرف عنك المزيد، دعنا نبدأ من بداياتك، أين تعلمت وعمن أخذت العلم؟ ومن الذي كان له أكبر الأثر في حياتك؟

- لقد درست في مدينة بخاري في مراحل تعليمي الأولى وأتممت حفظ القرآن الكريم قبل أن أتجاوز العاشرة، ويعتبر العالم الكبير أبو عبد الله النائلي من أهم الأساتذة الذين أثروا في دراستي خاصة علم المنطق.

- من أين بدأت شهرة ابن سينا؟ -أتذكر أول نجاح لي عندما تمكنت من شفاء السلطان نوح بن منصور الساماني وكان عمري حينئذ لم يتجاوز الثامنة عشر عاماً.

- لقد لُقِّبتَ بالعديد من الألقاب منها: الشيخ الرئيس، المعلم الثالث، أرسطو الإسلام، أمير الأطباء، أيّها أحبُّ إلى قلبك؟

- كلها لأن كل لقب يعبر عن جزء من مسيرتي.

- ما هي أهم مؤلفاتك؟

- لقد ألفت العديد من الكتب وهي حوالي مئة كتاب ويتمحور معظمها حول الطب والفلسفة وأعتقد أهمها هو "القانون في الطب".

- ما محتوى هذا الكتاب؟

- يعتبر هذا الكتاب مرجعاً رئيساً في الطب حيث يتضمن: الوصف الدقيق لالتهاب السحايا الأولى، الكشف عن أسباب اليرقان، أعراض حصى المثانة.

- هل عملك بالطب والفلسفة شغلك عن حياتك الاجتماعية؟

- لا، لقد كنت أحب أن أشارك في مشاكل مجتمعي، التفاعل معها وإبداء وجهة نظري من خلال النقد والتحليل وخبرتي.

- هل واجهت مصاعبَ ونقداً في حياتك؟

- كل إنسان يواجه العديد من المصاعب في حياته وعليه مواجهاتها والتغلب عليها والاستفادة بما مرَّ به واكتساب خبرات، ولكن أكثر ما أثَّر في نفسي وأنا أعلم أنَّك تشير إلى هذه النقطة وهو اتهامي بالإلحاد والزندقة.

- وما هو ردك على ما وُجِّه إليك؟

- "إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافراً فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على ظهر الأرض".

- لقد سُعدت باللقاء معك أرسطو الإسلام. هل تود أن توجه كلمة أخيرة للمجتمع الإسلامي؟

- لقد ساءني مارأيته خلال جولتي في العالم العربي من تخلف علمي وإهمال للتعليم، لذلك هي فرصة جيدة لترك رسالة هامة لأبناء أمتي، عليهم الاهتمام بالعلم و تركهم ما لا يفيدهم و يبعدهم عن تحقيق أحلامهم. وأود أن أعبر عن سعادتي للقاء شبان أمثالك يهتمون بأمتهم ويسعون لاكتساب العلم والمعرفة.

لقد كان هذا حوار تخيلي مع أرسطو الإسلام حيث إنه توفِّي عام 1037م عن عمر يناهز الثمانية وخمسين عاما. وصادف أنه توفَّي في شهر رمضان وقد كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام وتوفي بعد صراع مع المرض. اللهم ارحمه رحمة واسعة بما قدمه لأمة الإسلام من علم ينتفع به.

المصدر: مجلة شهد الكلمة - العدد الأول - مارس 2018-2019